عودة الشاعر لحضن معشوقته

-1-

أنا أعادي الملح في فنجان قهوة الصباح

أخاف لحظة الوداع، فالفراق شوك

أخاف أن تضيع وشوشات كفي في الظلام

لذاك لا أحب لوناً يشبه الرماد، وشكلاً يشبه السكين

وأشرب قبل نومي كل ليلة قصيدة

لهذا أرتب حلوى العيد، ولعبي القديمة في صندوق أمي

كي لا أرى في نومي الأحلام المزعجة1.

لا يمكننا اعتبار “علي صدقي عبدالقادر” شخصا عادياً، فهو شخص أحب الحياة وأخلص لها وأعطاها الكثير من كلماته وأحاسيسه، وظلت (يحيا الحب) علامته الفارقة.

“عودة الشاعر لحضن معشوقته” متابعة القراءة

عودة الشاعر لحضن معشوقته

خـزانة الأحــلام

1

الحلم حق مشروع.. والحلم بطرابلس عاصمة للثقافة العربية حلم مشروع، لكنه حلمٌ مؤجل مكانه خزانة الأحلام الكبيـيـيـرة.

موسم ثقافي منوع، بين أمسيات، ولقاءات وعروضٍ فنية.. حلم مشروع وحق، لكنه حلم مؤجل.. الرابطة بلا أنشطة، والمجلس قافز البرامج.. حلم آخر للخزانة.

المؤتمر تنشر سلسلة تعنى بالأدب الليبي الحديث

الدار الجماهيرية حالة صعبة التوصيف

كتاب الفصول يبحث عن الميلاد

الدور الخاصة، غالية ومحدودة العناوين والشخوص

الطباعة على الحساب الخاص (محلياً)، غالية ومنخفضة الجودة

لماذا تتحمل (المؤتمر المجلة) هذا الحمل؟.. وهل يستمر المجلس والأمانة في مشروع النشر؟

حلم النشر، حلمٌ مشروع لكل كاتب ليبي، ويظل حلماً مؤجلاً في الركن البعيـيـيـد من خزانة الأحلام.

  “خـزانة الأحــلام” متابعة القراءة

خـزانة الأحــلام

ما هـو الأدب الرقـمي؟

الثقافة الرقمية- الأدب الرقمي- النص الرقمي، العامل المشترك الذي يجمع هذه المصطلحات أو التصنيفات هو الرقمية أو الرقمي، بمعنى انتماء الشكل الإبداعي إلى الرقم. والرقم هنا لا يعني مجرد الرقم في ذاته، إنما وصف الطبيعة التي يتمثلها أو الوسيلة التي يتخذها الإبداع في النشر. والمميز في هذه الوسيلة، إنها لا تقدم صورة جامدة، إنما لها القدرة على التشكل وإغناء النص وتفعيله، ومنحه أكثر من مستوى تلقي، ومراوغة المتلقي. وبرغم التجارب العربية المحدودة في مجال الإبداع الرقمي، وعدم قبول الكثير بهذا الشكل ورفضه، إلا أن الحال يفرضه واقعاً متمثلاً في أكثر من تجربة1، دعّمها أكثر من شكل اجتماعي، متمثلاً في المواقع والمنتديات الثقافية التي تمارس من خلال أعضائها هذا الشكل الإبداعي، ولعل ما يقوم به ويقدمه اتحاد كتاب الإنترنت العرب من خلال برامجه وأنشطته، يؤكد حقيقة هذا النمط الإبداعي الجديد. وهنا يأتي جهد الباحثة “د.زهور كرام” محاولة لمقاربة هذا الشكل، والبحث في ماهيته، وتوصيفه وقراءته، من خلال كتابها (الأدب الرقمي- أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية)2.

“ما هـو الأدب الرقـمي؟” متابعة القراءة

ما هـو الأدب الرقـمي؟

من يملك الحق في أمر المصادرة

ليس دفاعاً عن (للجوع وجوه أخرى)، إنما مطالعة أولى فيما يثار

/1/

لو حاولنا وصف العلاقة بين الكاتب والمتلقي رياضياً، بمعنى محاولة وضعنا لشكل رياضي يصف هذه العلاقة، لوجدنا أنفسنا أمام متغير غير قابل للوصف أو التحديد ضمن أي حدود أو ضوابط، هذا المتغير لا يمكن أن تصفه دالة عشوائية، كون الدالة العشوائية هي أيضاً تدخل ضمن حدود تضبط هذه الدالة عن الخروج بشكل غير مضبوط.

هذا المتغير غير القابل للوصف، والذي نعرفه بالمتلقي يظل غير قابل للتأطير أو الدرس، وأعود بكم للوراء قليلاً، لأكثر من خمس سنوات عندما قامت الدنيا حول رواية الكاتب السوري “حيدر حيدر” ونعني روايته (وليمة لأعشاب البحر) التي صدرت ثمانينات القرن الماضي، حتى جاء أحد المحامين _من مصر_، وطالب بمصادرة الرواية حاشدا وراءه آلاف الأفواه المطالبة بمصادرة الرواية والكاتب، ووجه القضية تتلخص في مجموعة من التعابير والجمل التي رأى المحامي أنها تأخذ من الجلال الإلهي، والمرجعية هنا ذائقة المحامي ذاته. الطريف أن الرواية ظلت تتداول لأكثر من 15 عاماً قبل أن يطلع عليها المحامي، والذي إن مر في أي من شوارع القاهرة لسمع من الكلام ما يهتز له عرش الرحمن _وكلنا يعرف غنى قاموس العامية المصرية_، لكنه لا يملك إلا التجاهل، وإلا نال نصيبه. أما والأمر يتعلق برواية وأدب فالأمر يختلف.

  “من يملك الحق في أمر المصادرة” متابعة القراءة

من يملك الحق في أمر المصادرة

البـيـانـكي

لم يكن يميز عمي “عمران” عن بقية الرجال الذي يمرون بشارعنا إلا بشكليطته البيانكي1 التي كان يدخل بها الشارع عشية كل يوم من أجل الحصول على حصة الحليب من سانية الكرداسي2. ابتسامته التي لا تفارق وجهه، شارباه الرقيقان المحفوفان، والمعرقة3 والشبشب الجلد، لا شيء فيه تغير مذ عرفته إلا أني هذه المرة رأيته يقطع حيّنا على قدميه في خطوات سريعة. لم يتذكرني عمي “عمران”، لكني تذكرت الكثير مما كان يحكيه لنا، سألته عن البيانكي، فأجاب:

– إيه.. خلاص، ما عادش وقتها.

(ما عادش وقتها)، في ذاكرتي صورة غير واضحة لساعي البريد على دراجته الهوائية، يقف في نهاية الشارع، يسأل عن أحد العائلات ليسلم لها رسالة، كانت (البيانكي) سوداء اللون، وعليها حقيبة جلدية مدلاة على مقودها، بنية اللون، في نفس لون معطفه. و(ما عادش وقتها) أذكر إن إحدى العائلات التي كانت تسكن قريباً من محل سكنانا بمنطقة شارع بن عاشور، كان كل أفرادها من الذكور يستعملون الدراجات في تنقلاتها، وكانت سوداء اللون.

  “البـيـانـكي” متابعة القراءة

البـيـانـكي