من يكتب الومضة الشعرية

حروفيات.
عن الشبكة.

 

أولى ملاحظاتي التي سجلتها حول مصطلح أو النمط الشعري المعروف بـ(الومضة الشعرية) يعود للعام 1997، حيث كتبت أولى مقالاتي المعنونة (الومضة الشعرية) بصحيفة (الزحف الأخضر) حينها1، ثم بعد هذا الموضوع بشهر، كانت الومضة عنواناً فرعياً ضمن دراسة مطولة عن ثلاث شعراء، نشرت بذات الصحيفة، تحت عنوان (الشعراء الشباب). أما آخر هذه الكتابات التي تناولت فيها (الومضة الشعرية) فكان من خلال مقالي الملف الثقافي لصحيفة (الجماهيرية)2.

في المرحلة الأولى، قلت (يمكن أن نقول عن الومضة الشعرية؛ أنها تكثيف لحالة ما، أو لحظة ما، فتكون نصاً عالي الإحساس)3.

في المرحلة الثانية، عدت وقلت: (أن الومضة الشعرية؛ هي نص يرصد حالة ما، مكتفٍ بذاته عن أية إحالة)4، وأضفت: (وعلى هذا الاساس، فإن هذا يتطلب الشروط الثلاثة التالية:

– أن تكون نصاً مستقلاً.

– ولابد أن يكون هذا النص رصداً لحالة،

– وهذا يعني الاكتفاء بهذه الحالة)5.

ومما دعاني لإعادة الكتابة في المرة الثانية، هو غزاة ما نشر من هذا النمط الشعري، وكون الكثير من الشعراء والشاعرات، اتخذ من (الومضة الشعرية) منهجاْ، وطريقاً في الكتابة الشعرية، الأمر الذي تحول إليه الكثير من الشعراء، وظهر واضحاً من خلال مجموعاتهم الشعرية. وهو الأمر الذي جعلني أستثني مسألة (التكثيف) من التعريف، ليكون (التكثيف قياساً لا اعتماداً، أي بمعنى أن التكثيف قد لا يجب في حال أن النص قد لا يسعه التكثيف عند اكتفاءه بذاته)6.

***

المسألة التي أريد التوقف عندها، والتي دفعتني للكتابة، هو أنه لم يعد الشعراء وحدهم من يكتبون الومضة، إنما تعداه الأمر لكتاب القصة، والرواية، والكتاب بشكلٍ عام، وحتى ممارسي الإبداع خارج دائرة الكتابة، كالفنانين التشكيليين.

أنا ممن ينحاز للنص، لا الكاتب، بالتالي أجدني أنتصر للنص، وعليه؛ فإن النصوص التي كتبها ممن يصنفون خارج خانة الشعراء، هي نصوص جيدة، وتخضع لشروط الومضة، والكثير منها يملك من الإدهاش ما يجعله يعلق بالذاكرة.

في ظني، إن طبيعة الومضة، يجعلها كنص، الأقدر على التعبير عن اللحظات، أو اللحظة التي يمر بها الكاتب -سواء كان شاعر أو غيره-، فهي أقرب لكونها زفرة، أو كاميرا الهاتف، القريبة جداً، والتي تلبي حاجة الفرد (الكاتب) لتسجيل اللحظات؛ التي يمر بها، أو التي تمر به، أو التقاط السيلفي.

أيضاً هذا النوع من الكتابة الشعرية، لا يحتاج جهداً في الكتابة، كونه قصير، ويعتمد على حصر الشهد، وتكثيف الحالة بحسب الحاجة.

كما إنه لا يحتاج معرفة، بقواعد الشعر من إيقاع ووزن، فالكتابة في غالها نثري.

لكن هذا، يضع الكاتب، أمام تحدي الإدهاش، الذي يجعل من هذه الومضة، مثالاً، أو علامة تحفر مكانها بقوة، لأن البعض (الكثير)، استسهل الأمر، ظناً أن ما يقدمه شعراً (ومضة شعرية)، والحقيقة إن ما يكتبه أقرب للخاطرة.

_______________________

هوامش:

1- الومضة الشعرية- صحيفة الزحف الأخضر، العدد:2085- 18-7-1996.

2- الومضة الشعرية- صحيفة الجماهيرية، العدد:3509- التاريخ: 17-10-2001.

3- المصدر 1.

4- المصدر 2.

5- المصدر 2.

6- المصدر 2.

من يكتب الومضة الشعرية

تعليقان على “من يكتب الومضة الشعرية

  1. شاعرة يقول:

    شكراً أستاذ رامز
    رأي يحترم، لكن علينا أن نقدر مسؤولية ما نكتب لأن الأمر أصبح كارثياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *