طـرابـلـس 5
طرابلس ليست على ما يرام، فهي كمدينة حياتها في حياة سكانها، الذين تغير نمط عيشهم بشكل كبير. وبالرغم من كل المحاولات، لم تنجح عمليات التجميل من إخفاء أثر السهر عن عينيها، أو المنشطات في تحفيزها على السير بشكل مستقيم، أو إعادة الإشراق لوجهها.
(مافيش حد فاهم حاجه)، هذا التعبير البسيط يعكس حالة الضياع التي يعيشها المواطن الليبي، لا يدري إلى أين ولا كيف، ومتى؟. النسبة العظمى توقفت الحياة بالنسبة لهم، وأعني، النمط الحياتي الذي اعتادوه، ومشاريعهم التي يحلمون بها. أنا نفسي تغير نمط حياتي كليّة، وتوقفت مشاريعي، سواء الثقافية؛ من خلال موقع بلد الطيوب وموقعي الشخصي، والحياتية، بتوقف أعمال بناء منزلنا الصغير. حالة أشبه بالضياع، بل أزعم إنها حالة تيه، بالرغم من وضوح معالم الطريق، وجلاء النهار، الأمر الذي يجعلك أمام ما تلتقطه حواسك من إشارات ومعلومات في شكٍ مما تقودك إليه، حتى الإشارات لم تعد تلق الثقة التي اعتادت. الأمر أشبه بحالة البله التي تصيب أحدنا من تعثر الإجابة على لسانه، أمام سؤال سهل وبسيط.