بين التغريبة والسيرة ونفض الفوضى

كتاب (تغريبة بني هلال)، للدكتور الصديق بودوارة
كتاب (تغريبة بني هلال)، للدكتور الصديق بودوارة

سيرة بني هلال؛ من السير التي أخذت بلبي منذ او تماس بيننا، وكان ذلك منذ زمن، عندما سمعت بهذه التغريبة أو السيرة من والدي ذات أمسية، وما التمسته من حكايات موزعة في ثقافتنا الشعبية، وبعض الأمثال، ومسلسل تابعت بعض حلقاته على تلفزيون قاريونس!

وخلال حياتي ومطالعاتي، كانت السيرة الهلالية أو التغريبة تطالعني هنا وهناك، وتستأثر بي لبعض الوقت، ومؤخراً نشرت على حسابي على الفيسبوك، آخر هذه المتابعات من خلال محاضرة تابعتها على منصة اليوتيوب لباحث سعودي، عكف على دراسة السيرة لأكثر من 20 عاماً!

وها هي السيرة تعاود الظهور من جديد، من خلال كتاب مختلف، ومصدر الاختلاف نرصده في أكثر من مستوى، مستوى أول: كون مؤلف الكتاب أديب له إسهامه المؤثر إبداعياً في القصة والرواية والسرد، ومستوى ثان: كونه دخل بستان التاريخ من باب العلوم الزراعية، وأخيراً: كون مؤلف الكتاب يبحث عن الجديد في كل ما يكتب، وهذا ما يجعلنا نتوقع الكثير من الكتاب.

الكتاب جاء بعنوان (تغريبة بين هلال، فوضى النص أم نص الفوضى) للكاتب الصديق بودوارة المغربي، والصادر عن دار الجابر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، العام 2023م.

“بين التغريبة والسيرة ونفض الفوضى” متابعة القراءة
بين التغريبة والسيرة ونفض الفوضى

ليبـي في اليابان

كتاب (ليبي في اليابان) للسيد الهادي المشيرقي
كتاب (ليبي في اليابان) للسيد الهادي المشيرقي

عتبة دخول

كتاب صغير الحجم، فلا تتعدى صفحاته 140 صفحة، صدر في العام 1957م، وطبع بالمطبعة الحكومية – طرابلس الغرب. على الغلاف جاء العنوان (ليبي في اليابان)، أما داخلياً، فكان العنوان (اليابان بلد السحر والجمال)، وهو مقتطفات من مذكرات مشاهدات ليبي في رحلة سياحية حول العالم.

فمن هو هذا الليبي، صاحب هذه الرحلة التي أصدرها في كتاب، والذي يعتبر من الكتب الليبية القليلة في أدب الرحلات؟ إنه المناضل الهادي إبراهيم المشيرقي، الذي عرف بنضاله ودعمه للشعب الجزائري، فكان الكتاب هدية للجزائر، ودعوة للمساهمة في تحريره، كما خطه في إهداء الكتاب.

وهذا ما تؤكده رسالة المناضل الراحل أحمد بن بلة، في الرسالة التي خطها للمناضل المشيرقي، ونشرت في أول الكتاب. إضافة إلى مجموعة من الصور لمناضلي جبهة التحرير الوطني الجزائري.

ليبـي في اليابان متابعة القراءة
ليبـي في اليابان

قراءة في شعرية الفضاء المغلق

كتاب الدكتورة فاطمة الطيب قزيمة، المعنون (شعرية الفضاء المغلق - شعر السجون في ليبيا 1960 - 2011م)1، الصادر عن مكتبة الكون للعام 2022م.
كتاب الدكتورة فاطمة الطيب قزيمة، المعنون (شعرية الفضاء المغلق – شعر السجون في ليبيا 1960 – 2011م)1، الصادر عن مكتبة الكون للعام 2022م.

تعد تجربة السجن من أصعب التجارب على الإنسان، كونه جبل على الحرية، وما كان السجن إلا لكبح هذه الحرية كعقاب! لما له من تأثير كبير على الإنسان/السجين، خاصة الجانب النفسي، الذي ينعكس في السلوك والحياة والعلاقة بالآخرين.

وبالرغم من وجود السجن كواقع، كأداة للعقاب المبرر وغير المبرر، إلا إن أثره كتجربة تختلف من إن إنسان إلى أخر، إي يقرر علماء النفس والاجتماع، إن هذا الأثر يعتمد على مجموعة كبيرة من المتغيرات، التي ترتبط بالفرد بأكثر من شكل وعلى أكثر من مستوى، من التربية إلى الثقافة، إلى المجتمع، إلى التجربة الشخصية، وغيرها!

السؤال هنا: ماذا لو كان السجين مبدعاً؟ 

بكل تأكيد سيكون الأمر مختلفاً من كون السجين إنساناً اعتيادياً، فالمبدع يتميز بقدرته على تحويل هذا الأثر إلى إبداع، سواء كان هذا الإبداع كتابة أم تشكيلاً! وكمحصلة سيكون الإنتاج الإبداعي للسجين/المبدع في هذه الفترة، صورة لارتدادات هذا الأثر وتداعياته في الذات، ومفاتيح لعوالم ربما لم تكن خارج هذه المحنة!

“قراءة في شعرية الفضاء المغلق” متابعة القراءة
قراءة في شعرية الفضاء المغلق

بين أنا الحقيقة.. وأنا الوهم!

كتاب (هذا أنا) للكاتب "علي باني".
كتاب (هذا أنا) للكاتب “علي باني”.

في تجربتنا الأدبية والثقافية في ليبيا، لم يكن للسيرة الذاتية حضورها القادر على إثبات وجودها على خارطة الأدب الليبي، وما توفر من نماذج منها، جاء نمطياً يرصد سيرة حياة صاحبها، توثيقاً ورصداً.

في الكتاب الذي بين يدي، قرر صاحبه أن يكتب سيرته بطريقة مغايرة، إن لم تكن مختلفة وخارج الصورة النمطية للسيرة، بعيداً عما تحتويه شهادة الميلاد من تاريخ ومكان، أو ما يمكن أن يخبرنا به المجالين، لتكون هذه السيرة؛ سيرة عقل وفكر، سيرة ممارسة العقل وتدبر في المعارف! ومنذ اللحظة الأولى، يأخذُ الكاتب بيميننا مباشرة صوب غايته (ها هي بما جمعت من أفكار عميقة كانت أو سطحية، وتعابير فصيحة هي أم عامية، تصيب بالدهشة أو الصدمة، تحفز التعاطف أو الاستقرار، تصور القبح أو الجمال، تظهر العيوب أو تخفيها، تبرز الأخطاء أو تنكرها، لا تخجل من كل ذلك، فترسم “أنا” الحقيقة، وتمحو من رحلتها “أنا” الوهم)1. 

إذن “علي باني”، الكاتب والمهندس والرياضي، يقول (هذا أنا) فكر ومجموعة تجارب.

“بين أنا الحقيقة.. وأنا الوهم!” متابعة القراءة
بين أنا الحقيقة.. وأنا الوهم!

اليوميات.. كمحاولة للهروب

حمزة الفلاح (بحث عن مفقود في غرفته)، منشورات براح للثقافة والفنون، بنغازي، 2021م.
حمزة الفلاح (بحث عن مفقود في غرفته)، منشورات براح للثقافة والفنون، بنغازي، 2021م.

وما أدراك وما اليوميات!

الكثير من الأدباء والكتاب، داوموا على كتابة يومياتهم، بعضهم بشكل منتظم، وبعضهم اعتمد على تسجيل الأحداث والوقائع المؤثرة؛ وغير الأدباء والكتاب؛ هناك غيرهم كثير ممن يداومون على كتابة يومياتهم ويداومون على ممارسة هذا العمل بشكل دؤوب، وبغض النظر عن الحاجة من كتابة اليوميات، وأهميتها، إلى أن هذه اليوميات تعتبر سجلاً غنياً بالأحداث التي يعيشها كاتبها أو يتماس ويتقاطع معها.

الحاجة إلى كتابة اليوميات تختلف من شخص إلى آخر، وبالتالي تختلف من كاتب إلى آخر، وتختلف طريقة كتاباتها، ورؤية الكاتب لشكل هذه اليوميات. وهذا ما حاول الكاتب محمد عبدالله الترهوني أن يكون توطئة لدخول يوميات الشاعر حمزة الفلاح، المعنونة (بحث عن مفقود في غرفته)1.

“اليوميات.. كمحاولة للهروب” متابعة القراءة
اليوميات.. كمحاولة للهروب