البحثُ عن وظيفةٍ للأدب

كثيرة هي النظريات التي ناقشت مسألة (وظيفة الأدب)، باختلاف العصور والأزمان، في محاولة لتعريف الأدب ووظيفته؛ خاصة وإن الأدب عملية تفاعلية بين منتج ومتلقي. فالمنتج يقدم إنتاجه الأدبي بالاعتماد على البيئة والمجتمع والتراكم المعرفي والثقافي له، وبذات المستوى -وهو ما نفترض-  يقوم المتلقي بعمله من خلال ذائقته التي تعتمد ذات الروافد. بذلك يمكننا فهم اختلاف وجهات النظر، وتباينها في فهم وظيفة الأدب، وما يُراد منه!

قد يرى البعض إن مهمة الأدب تقديم الفضيلة والتركيز عليها، بينما ارى إن من وظائف الأدب الغوص في المجتمع والتعبير عنه وكشف المستور، أو ما يعرف بالمسكوت عنه! نعم وهذا لا يعني اعتراضي على وجهة النظر الأولى، ولا التنازل عن وجهة النظري، لأن الاختلاف حق طبيعي أصيل، يغني المشهد ويلونه ويمنح الفرصة للآخرين إيجاد ما يبتغون من ألوان الأدب. 

وكنتيجة، لن يكون من المجدي للأدب تعصب كل فريق لرأيه، حدّ القذف والتجريح والإنكار، وغيرها من التهم! لأن غاية الأدب روحية وليست نفعية مادية؛ أو هذا ما أراه.

“البحثُ عن وظيفةٍ للأدب” متابعة القراءة
البحثُ عن وظيفةٍ للأدب

الهروب الكبير

 

لوحة (الهروب من الواقع) للرسام “ميشيل تير”.
الصورة: عن الشبكة.

– أمازلت تفكر في الانتحار؟

– ……!!!

– ومازلت تفكر في طريقة مختلفة لتنفيذ انتحارك؟

– نعم. لكن يبدو إن فلسفتي لقراءة هذه الرغبة تغيرت، أو لنقل تم تحديثها.

– كيف؟

– أقول لك. ما هو تعريف الانتحار؟

– …..!!!؟

– بعيداً عن التعريفات اللغوية والاصطلاحية، لقد رأيت إن الانتحار هو عملية انتقال من واقع إلى واقع. من واقع لا تستطيعه، ولاتستطيع الاستمرار فيه، إلى واقع لا تعرفه، لكن في يقينك أنه أفضل، ومريح، وعملية الانتقال هذه، هي نتيجة للخوف من المواجهة، والنتيجة، إن الانتحار كعملية انتقال، هو في الحقيقة هروب.

“الهروب الكبير” متابعة القراءة

الهروب الكبير

رواية الكشف

 

صدمة العنوان

ما إن تطالع عنوان الرواية، حتى يبدأ عقلك بالعمل، لحشد ما يمكنه من صور، وأخيلة، كاشفاً أمامك ماهية المغامرة التي أنت مقدمٌ عليها.

زرايب العبيد، عنوان يكشف الكثير، ويطرح العديد من التساؤلات، فهو عنوان دلالي بامتياز. فـ(زرايب) هي المحكي للعربية (زرائب)، والتي تعني أماكن تربية وحفظ الحيوانات. و(العبيد) هي جمع (عبد)، وهي مضافة للـ(زايب) لغرض التعريف، بالتالي تكون نتيجة الصورة المكونة في مخيلة القارئ، زرائب (الحيوان) لعيش العبيد، أو صورة زرائب (الحيوانات) يسكنها عبيد.

هذه مستوى دلالي أول للعنوان، مستوى دلالي ثاني، وهو مولد نتيجة ملكة التخييل في العقل البشري، توقع عيش العبيد، وحالهم في هذه الزرائب، التي عادة ما تستخدم في الدارجة لوصف الأماكن القذرة وغير الصالحة لحياة البشر، لذا فهي تليق بالحيوان.

زرايب العبيد؛ عنوان صادم بامتياز، يضع القارئ أمام مسؤولية المعرفة، وحقيقة الواقع، وأثر التاريخ الذي مازال يمارس اجتماعياً، كموروث ثقافي وتراثي، تتوارثه الأجيال، وينعكس في الكثير من العلاقات والممارسات الاجتماعية.

أنت الآن، كقارئ، تجاوزت العنوان، ومهيأ بما لديك من أرضية، للدخول لعالم الرواية، وكشف مظانها. فالعنوان وهو يصدمك، يجعلك أكثر انتباهاً لما سيأتي.

“رواية الكشف” متابعة القراءة

رواية الكشف

المثقف الليبي .. الغريب في وطنه

إلى: د.فجر محمد.

من أعمال التشكيلي وليد المصري.

1

لن يكون من المستغرب، وهو في ذات الوقت متوقع، أن يكون المواطن الليبي جاهلاً، وغير عارفٍ بمبدعيه وكتابه!!!، باستثناء بعض الأسماء التي قدر لها أن ترتبط في ذاكرة المواطن الليبي ببعض الأحداث، فالكل يذكر شاعر الشباب “علي صدقي عبدالقادر” من خلال برنامجه الرمضاني “حفنة من قوس قزح”، بشكل خاص، بعدما تقمص الفنان “حاتم الكور” لشخصيته في أحد برامجه الرمضانية. كما تضم هذه الذاكرة الفقيرة، الكاتب الكبير “خليفة التليسي“، من خلال قصيدته (وقفٌ عليها الحب)، التي ألقاها احتفاءً في عيد الوفاء. شخصية أخرى لا يمكن للذاكرة الليبية نسيانها، الفنان “محمد الزواوي“، فنان الكاريكاتير، الذي يحفظ له الليبيون شريط الرسوم المتحركة (حجا)، ويضاف لهذه الذاكرة، وربما شملت هذه الذاكرة اسماً أو اسمين آخرين، لكنها تظل فقيرة.

2

المسألة التي تزيد من أزمة فقر هذه الذاكرة، إن بعض المدارس التي سميت بأسماء أدباء وكتاب من ليبيا، كـ(أحمد رفيق المهدوي، أحمد الشارف، أحمد قنابة،….)، لا يعرف الكثير من تلاميذها، أو جلهم، سبب التسمية، أو من هو الشخص الذي سميت المدرسة باسمه.

“المثقف الليبي .. الغريب في وطنه” متابعة القراءة

المثقف الليبي .. الغريب في وطنه

شاعر الكلمة .. رجب الماجري

الشاعر رجب الماجري
الشاعر رجب الماجري

الشاعر

يصادف اليوم الـ22 من شهر نوفمبر، الذكرى الـ86 لميلاد الشاعر “رجب الماجري” الذي ولد بمدينة درنة في العام 1930، واسمه الكامل “رجب مفتاح المبروك الماجري”. بعد شهرين من مولده، توفى والده، ليعاني اليتم مبكراً.

التحق بالدراسة بعد الحرب العالمية الثانية، وحصل على الثانوية العامة من القاهرة، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس 1956.

عمل بالنيابة العامة وتدرج فيها حتى شغل منصب رئيس نيابة بالمحكمة العليا، وفي عام 1965 عين مستشاراً مساعداً بالمحكمة العليا.

في العام 1968 عين وزيراً للعدل؛ في آخر وزارة أيام الحكم الملكي في ليبيا، والتي رأسها “ونيس القذافي”.

اشتغل بالمحاماة منذ 1970 حتى 1980، ثم شغل وظائف مستشار وخبير في القانون في عدة مؤسسات، ثم مستشار بجهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي العظيم.

توفي في بنغازي في 3 ديسمبر 2012.

“شاعر الكلمة .. رجب الماجري” متابعة القراءة

شاعر الكلمة .. رجب الماجري