أغـــــــــــــــانـــــيـــــنـــــا

طـرابـلـس 6

 

للأغنية أثرٌ كبير في وجداننا العربي، فهي الصورة الشعرية الحديثة، التي لا يُختلف على ما تحققه من تلقي. هذا الأثر الوجداني، يتحول بالنتيجة لأثر ثقافي ينعكس في معرفة وسلوك الإنسان العربي. ولا أعتقد بوجود مجتمعٍ عربي، ولا يمكن فصل المجتمع الليبي عن المجتمع العربي في ارتباطه بالأغنية. وليس لأن كل ما هو ليبي مميز، لكن لأن الذائقة الليبية تتفاعل بشكل تلقائي مع الشعر الشعبي، والأغنية الليبية قوية الصلة بالشعر الشعبي، والتراث الشعبي، وفي ظني إن الأغنية الليبية هي الصورة المغناة للنص الشعري الشعبي. وحتى الأغنية الحديثة استفادت بشكل كبير من التراث الشعبي الليبي. وعندما يتم التعامل مع الأغنية بشكل ممنهج/ مخطط/ مبرمج/ مُسيَّس، من أجل إيصال رسالة بعينها، أو نشر فكرة ما، أو تمجيدِ شخص. عندها تكونُ سِلاحاً فعالاً، وحتى وإن حققت الأغنية شروطها الإبداعية، فإنها تحت هذا المنهج، تكون أغنية صالحة للمناسبات، فقط.

  “أغـــــــــــــــانـــــيـــــنـــــا” متابعة القراءة

أغـــــــــــــــانـــــيـــــنـــــا

الغولُ القادم من الشرق

طـرابـلـس 5


 

طرابلس ليست على ما يرام، فهي كمدينة حياتها في حياة سكانها، الذين تغير نمط عيشهم بشكل كبير. وبالرغم من كل المحاولات، لم تنجح عمليات التجميل من إخفاء أثر السهر عن عينيها، أو المنشطات في تحفيزها على السير بشكل مستقيم، أو إعادة الإشراق لوجهها.

(مافيش حد فاهم حاجه)، هذا التعبير البسيط يعكس حالة الضياع التي يعيشها المواطن الليبي، لا يدري إلى أين ولا كيف، ومتى؟. النسبة العظمى توقفت الحياة بالنسبة لهم، وأعني، النمط الحياتي الذي اعتادوه، ومشاريعهم التي يحلمون بها. أنا نفسي تغير نمط حياتي كليّة، وتوقفت مشاريعي، سواء الثقافية؛ من خلال موقع بلد الطيوب وموقعي الشخصي، والحياتية، بتوقف أعمال بناء منزلنا الصغير. حالة أشبه بالضياع، بل أزعم إنها حالة تيه، بالرغم من وضوح معالم الطريق، وجلاء النهار، الأمر الذي يجعلك أمام ما تلتقطه حواسك من إشارات ومعلومات في شكٍ مما تقودك إليه، حتى الإشارات لم تعد تلق الثقة التي اعتادت. الأمر أشبه بحالة البله التي تصيب أحدنا من تعثر الإجابة على لسانه، أمام سؤال سهل وبسيط.

“الغولُ القادم من الشرق” متابعة القراءة

الغولُ القادم من الشرق

البــــرنــــامــــج الـــيــــومــــي

طـرابـلـس 4

قوس ماركوس أورليوس - باب بحر - طرابلس 

الأيامُ لا معنىً لها، متشابهة ورتيبة الإيقاع. الساعاتُ تمر ثقيلة، تتعمدُ البطئ وأنت تراقبها. لذا ابتكرتُ طريقة تمكنني من رفع ثقلها قليلاً، والتنفس. قمتُ برفع الساعة عن معصمي، وجدار غرفة المعيشة، وإخفائها عن سطح المكتب لجاهز الحاسوب، فلقد قررت أن أعيش بطريقة بدائية، اليومُ يبدأ مع شروق الشمس، وينتهي مع غروبها، وموازاة الآخرين والكائنات الحية في حركتهم. بالرغم من بدائية هذا النظام، إلا إنه وفر لي نمطاً حياتياً منتظماً إلى حدٍ كبير. فمثلاً، الـ07:30 موعد الذهاب للمخبز، وحتى الساعة الـ11:00 موعد فتح أقرب الدكاكين بابه للزبائن، فرصة للإفطار والخروج في جولة، وساعة صباحية للجلوس للحاسوب والكتابة، وهكذا لبقية الأمور، حيث وضعتُ جدولاً للمحلات والدكاكين القريبة من البيت، لمعرفة مواعيدها، وإن كان بعضها كثيراً ما يخالف هذه المواعيد، خاصة فيما يتعلق بفترة المساء.

  “البــــرنــــامــــج الـــيــــومــــي” متابعة القراءة

البــــرنــــامــــج الـــيــــومــــي

الــــــنــــــــاتـــــو هــــــنـــــــا

طـرابـلـس 3

NATO

حالة من الإحباط العام. الكل يحاول البحث عن السكينة والأمان. الكل خائفٌ من الغد، المجهول، لا خطة تكشف ولو بعضاً منه، الأفقُ غائم والضباب يغلف ما وراء الأبواب. حتى جولاتي الصباحية لم تعد تقدم لي شيئاً، جفت شوارع طرابلس، الوجوه شاحبة لا ألوان تسكنها، ولا حتى الفتيات عُدن ينشرن البهجة.

“الــــــنــــــــاتـــــو هــــــنـــــــا” متابعة القراءة

الــــــنــــــــاتـــــو هــــــنـــــــا

التـغـيـيـر

من داخل باب العزيزية

يذهب الكثير في تشبيه ثورة الشعب بالبركان، لالتقائهما في الكثير من النقاط، فهما يبدأن العمل من الداخل، ورغم محاولات رصد هذا الغليان الداخلي، وتسخير ما يمكن من أجهزة وأنظمة ومعدات، لا يمكن التنبؤ بموعد الانفجار، ولا مقدار ما سيذهب إليه، وأي مدىً ستطاله الحمم وهي تزحف. تطلق البراكين الكثير من معادن الأرض، وتترك وراءها تربية غنية للزراعة. وتطلق الثورات الشعبية الكثير من الهتاف، وتترك وراءها أرضاً غنية بالأمل في غدٍ أفضل.

  “التـغـيـيـر” متابعة القراءة

التـغـيـيـر