الأفـيكـو ملـكة الـشــارع

-1-

لازلت أذكر اصطحاب ابن عمتي “صالح” لي والذهاب إلى وسط البلد (النزول للمدينة) للترجل والفسحة (التدهوير) ومشاهدة أحد الأفلام السينمائية، كانت الرحلة تبدأ بنزولنا الشارع (شارع بن عاشور-تقسيم التواتي، حيث نسكن) حتى وصولنا إلى (جامع عمورة) حيث محطة الحافلات منتظرين الحافلة البرتقالية اللون (اللاتيبوس)1 تحت التوتة أمام دكان “عمي بشير”. تأتي الحافلة، وكالعادة نصعد من الباب الخلفي ليقبلنا محصل التذاكر (البوليطاي) وندفع 15 قرشاً2 _طبعاً ابن عمتي من يدفع_، نعم 15 قرشاً منها 5 قروش نصف تذكرة لي، وأحياناً أركب مجاناً، وكان محصل التذاكر يجلس إلى كرسي وطاولة عند يمين الباب الخلفي بعد صعودنا درجتي الباب، وكنت أراقب طريقته في قطع التذاكر، إذ كان يمرر سبابته على لسانه ويسحب التذكرتين بسرعة عجيبة، لتبدأ الحافلة رحلتها من أمام (جامع عمورة) بشارع (بن عاشور) إلى (ميدان القادسية) إلى (الضهرة أو الظهرة) إلى (الكورنيش)-طريق الشط، قبالة (الساحة الخضراء) (ميدان الشهداء) حيث ننـزل من الباب الأمامي، لتبدأ رحلتنا في مركز المدينة.

  “الأفـيكـو ملـكة الـشــارع” متابعة القراءة

الأفـيكـو ملـكة الـشــارع

التراب والقطران

عندما دخلت الشركة التركية شارعنا تغيرت الكثير من الأشياء، ملأت الحفر أزقة الحي، لتجتمع في حفرة كبيرة في بداية الشارع عند الساليطة1، حيث فقدت شبشبي ذات يوم. دخلت الشركة التركية تحول البياض إلى سواد، ومن يومها اختفت برك الماء وما عاد من حاجة للبس القنبالي2.

– طالع للشارع.

لم تعترض أمي مرة على خروجي الشارع، ولا أبي طالما أنهيت دروسي، واختفت (عزوزة القايلة)3، باستثناء “الحاجة سليمة”، التي توقف لعبنا حتى تمر، حاملة صرتها على رأسها، مخرجة صوتها الواهن الثقيل:

– اسلااامواا عاليكوم.

لم نرها إلا مبتسمة، تعبر الشارع في هدوء إلا من ترحيبها بكل من تمر به، وهي تدفع تراب الطريق من شبشبها النايلو4، وكنت قد قررت بيني وبين نفسي ألا أسمح لها بالبصق في فمي، لتمنحني بركتها.

– طالع للشارع.

أدس شبسبي أسفل سور أحد البيوت، وننطلق في اللعب. هو الشتاء، وهي الغدران نخوضها نتخيلها بحاراً نطلق سفننا، لتكشف الشمس كم حجرة شاكسنا بها الفتيات. في الربيع فرص اللعب أكبر، موسم البتش5، والطقة، والبوكة والمتلت6، أما موسم الزرابيط7 فكان يجمعنا لمراقبة شباب الشارع _الأكبر منّا_ وهم يختمون مباراة (وصِّل دُق)8 وكيف استطاع “جمال” أن يفلق زربوط “عماد” في الضربة الثالثة. وبينها نختلف عمن أصابته كرة الـ(سبع ارشادات)9، أو (الصّياد)10 وكيف من المفترض أن نقسم الأرض في (الرشقة)11. أما في السقيفة القريبة فترتفع أصوات الفتيات على (النقيزة)12 و(الياستيك والحبل)13، و(الحوش والعويلة)14.

– بعد ما توصلها، تعالى نبيك.

أسرع بالقدر الذي لا يجعلني أدلق ما بالصحن الذي بين يدي لجارتنا، لتقول:

– صحيت سلم وليدي، راجي.

أدس قطعة (الطوفي)15 في جيبي وأعود لجاراتنا كما طلبت، أدق الباب الموارب، تستقبلني بابتسامة، فجأة تشهق:

– حفيان يا رامز.

– واللـ…….

أدس قطعة (الشمعدان)16 راكضاً إلى حيث دسست شبشبي أسف السور، وأريها كيف ألبسه وأدب به على الشارع. أنطلق ناحية إلى نهاية الشارع وأختفي. إنه الصيف، في الخلف جمعنا ألواح الخشب وما استطعنا إصلاحه من مسامير، لبناء (براكة الصيف)17، والاختلاف إليها للمساء، نخلط فيها (شرمولتنا)18، وأوراقنا للعب (طرح شُكبة)19 من جديد. في المساء يتحلق رجال الشارع حول (السكمبيل)20، تبدأ لعبة الصيف الليلية (وابيس)21، وفي الجوار تنطلق زغرودة مميزها، معلنة بداية عرس.

– طالع الشارع!!

– ما فيش طلوع.

للمرة الأولى تعترض أمي، وتصر، فبعد أن أنهت الشركة التركية أعمالها، خرجنا إلى الشارع فوجدناه تحول إلى السواد. لم نعد نستطيع اللعب حفاة، أو إيجاد مكانة لحفر (بوكة)22، أو لعب (الطقة) بسهولة، حتى رؤوس الزرابيط التي أخذت من (شماعي)23 السيارات لم تنجح في إعطائنا حركة متناسقة للعب. حتى الكرة صرنا نخشى الركض وراءها، فالسقوط يعني جرحنا. وأكثر ما كنا نلعبه (طول عرض)24. أما أقدامنا فبدأت تعرف الأحذية للعب، والخوف من السواد الذي يصبغها، وتلحقنا عصاه إلى الحمام.

– فاتاتك عركة كبيرة.

هذا ما حدث، ففي أول أسبوع من احتفال الشارع بلونه الأسود، حدثت عركة كبيرة بين جارين سببها (القطران) فابن الأول أرد لسيارته مكاناً رأى فيه الآخر سبقه فتقاتلا وجرا العائلتين للعراك. في الأسبوع الثاني، أعمدة النور بلا ضوء، فلقد قام الجيران إما بقطع الأسلاك أو تحطيم المصابيح بـ(الفليتشة)25، حتى لا تبهر المنزل وما داخله بنورها ليظل مظلماً. في أول شتاء لم يحبس الشارع الماء، ولم ترحل مراكبنا الورقية ولا وجوهنا شاكستها دوائر الحجارة. توقف كل شيء، القطط صارت تهرب صوب الشارع الخلفي، واحتلت الجرذان المكان.

سمح هذا السّواد للسيارات بالانطلاق دون خوف الغبار، وظهرت عادة جديدة فعند الظهيرة يسحب كل واحدٍ خرطوم الماء إليه ويبدأ بغسيلِ سيارة والده أو أخيه الأكبر. ينساب الماء فوق الإسفلت بهدوء رقراقاً إلى فتحة المجاري، ليتحول المنظر إلى مجموعة من الجداول السوداء. أما الأرصفة، فصارت إقطاعات وحيازات يتقاتل الجيران حولها.

صار الشارع خطراً، توقفت الحياة فيه، الصغار يتقافزون، يصخبون، لا لعب يمكنهم، ولا حياة يرجعها الإسفلت. صبايا الشارع احتلن، لقد أعطاهن الإسفلت رنة مختلفة لخطوهن (تك، تك، تك، تك،….)، غلبهن الشباب فوُصد الباب عنهن، ودفعهن القطران بعيداً واحدة واحدة.

لقد قتل القطران كل شيء، لم تعد نساء الشارع يلتقين كما سبق على فناجين القهوة، رائحاتٍ بأطباق الكعك (الحلو والمالح) والمقروض والغربية26، ضنن بالذوقة27 وبنصيبنا من توصيل الطلبات. ثقلت أرجلهن (تعلق أحد النساء المسنات بالشارع –رحمها الله-)، وتعلمن المراقبة من خلف الشبابيك المواربة. الرجال انفضوا عن حلقات الشاي الثقيل والحديث والكارطة. وخلوا إلى منازلهم، لم يعد الشارع يلقى منهم أي اهتمام، ولا أولاد الشارع الذين تسربوا إلى الجهة الخلفية. وكأن القطران28 جاء ليرتب العلاقات من جديد ويكون في حياتنا فصلا جديداً، فصلاً يكشف الوجه الآخر منا، الوجه البعيد الداكن، تخلينا عن كل شيء واكتفينا بأنفسنا، تقوقعنا. أرثي لحال الصغار الذين وسمهم الإسفلت بثقافته، فلم يلعبوا البتش ولا الوابيس ولا السبع رشادات، أرثي لهم كيف لم يتخلل التراب أصابعهم ويعلم عند مسارات العرق داكناً، أرثي لهم كيف لم يتشمموا رائحة المطر في لقائها والتراب، كيف يتحول المشهد إلى غدران تختلف حولها مراكبنا الورقية وتنام في قاعها. وأرثي لموسيقى تكسر الظهيرة لأن جاراً يستمتع بغسل سيارته، وآخر يسب البلدية لأنها لا تهتم بالبنية التحية وهو يصب زيت سيارتاه عبر فتحة المجاري. أرثي لجيل ولد على الإسفلت، أخذ من لونه وطبعه البارد. وأرثي، وأرثي. وأرثي.

– بنبيع الحوش!!!

– …؟؟؟؟

– الشارع ما عادش ينسكن!!؟؟

لكني أعرف أنه كلما جاء شارٍ للبيت ميع أبي البيع، ورفض التنازل عن السعر الذي وضعه، لأني لا أظنه يطيق فراق صديق عمره، الذي قاسمه همومه وعازات الدهر، وشاطره حكاياته وشجونه. في الغارة29 غادر من غادر من أهل الشارع وقصدوا بلداتهم، لكن أبي قال لعمي الذي استحثه الخروج معه:

– أنا ما نسيبش حوشي، ومنطقتي.

___________________________

هـوامـش:

1- الساليطة: الطريق المنحدر.

2- القنبالي: الحذاء الواقي من الماء، وهو عادة يصنع من المطاط.

3- عزوزة القايلة: أحد الشخصيات التي تخوف بها الأطفال للبقاء بالبيت، و(القايلة) وقت الظهيرة عندما تحمى الشمس، و(عزوزة) تحريف عجوز.

4- الشبسب النايلو: المقصود المصنوع من النايلون أو البلاستك. وكان هذا النوع منتشرا بين الناس لرخصه.

5- البتش: لعبة الكرات الزجاجية الملونة (وهي للصبيان).

6- الطقة والبوكة والمتلت: كلها ألعاب يتم لعبها باستخدام الكرات الزجاجية الملونة.

7- الزرابيط: الدوام أو ما يعرف عند البعض بالنحلة (وهي للصبيان).

8- وصل دق: أحد ألعاب الدوامة، الفائز من يقوم بإيصال الدوام الآخر إلى الخط، وعنها يقوم بدقه حسب الاتفاق: من 3 إلى 5 دقات.

9- سبع رشادات: أحد ألعاب الصبيان، وتلعب بأن تصف 7 قطع من الشقف (الأحجار المسطحة) فوق بعضها وينقسم الصبيان إلى مجموعتين، تقوم أحد المجموعات برمي الكرة وإذا أصابت الشقف، على الفريق الآخر إمساكها بسرعة وضرب أحد أفراد المجموعة الأخرى لإخراجه من اللعب.

10- الصياد: لعبة تستخدم فيها الكرة لاصطياد أفراد المجموعة الأخرى.

11- الرشقة: لعبة تخص الصبيان، وهي عبارة عن دائرة ترسم على الأرض، تقسم إلى جزأين ويكون اللعب باستخدام سيخ من الحديد في محاولة رشقه في أرض المنافس واقتسامها.

12- النقيزة: لعبة خاصة بالفتيات، حيث ترسم ست مربعات على الأرض، وتستخدم فيها شقفة (شقيفة) حجارة للعب وتمريرها على المربعات الست.

13- الياستيك والحبل: الياستيك، حبل مطاطي يشد بين فتاتين وتقوم الثالثة بالقفز عليه. أما الحب فهي لعبة معروفة، تقوم فيها فتاتين متقابلتين بإدارة الحبل، بينما الثالثة تقفز خلال إدارته.

14- الحوش والعويلة: من الألعاب المحببة للبنات حيث يقمن بتقسيم الأدوار بينهن على أساس أم وأطفالها.

15- الطوفي: أو حلوى (التوفي).

16- الشمعدان: رقائق الويفر بالشيكولا.

17- براكة الصيف: كوخ (براكة) صغير كان يتم بنائه في الصيف للاختلاف إليه واللعب، حيث يتحول إلى مركز تجمع.

18- الشّرمولة: الاسم المحلي لأحد أنواع السلطات العربية.

19- طرح شكبة: طرح بمعنى الدور، والشكبة أحد ألعاب الورق.

20- السكمبيل: أحد ألعاب الورق (وهي تخص الرجال).

21- وابيس: لعبة الغميضة.

22- بوكة: الحفرة التي تسقط فيها الكرات الزجاجية الملونة عند اللعب.

23- شماعي: المقصود شمعة الاحتراق لمحرك السيارة.

24- طول عرض: لعبة تعتمد على مربعات تقسمها مسارات (يلعبها الصبيان والفتيات).

25- الفليتشة: أداة لقذف الحجارة تستخدم فيها سيور المطاط.

26- المقروض والغريبة: أسماء لأنواع حلويات.

27- الذوقة: عادة جميلة تتمثل في أن ترسل أحد الجارات لجارتها بعضا مما طبخت لتذيقها إياه.

28- القطران: الاسم المحلي للإسفلت.

29- الغارة: وأقصد غارة الطيران الأمريكي على مدينتي طرابلس وبنغازي 14-16 أبريل 1986. وكانت منطقة (بن عاشور) حيث منزل الأسرة قد استهدفت بشكل خاص.

التراب والقطران

بَدويّةٌ تحـبُّها وتـزْدرِيـك [محاولة لقراءة اللـيـبـي]

ليبيا بدويةٌ شرسةْ

تحب حين تحب من تشاءْ

وتكره حين تكره من تشاءْ

تسقي العابرين القاحلين،

بدلوٍ من أجاجٍ وغناءْ

وتستسلم لمن يطوقها بالقوافي

وينفذ إلى قلبها على صهوة الخيالْ.

بهذا المقطع يبدأ الشاعر “عمر الكدي” نصه (بلاد تحبها وتزدريك)، مختصراً فيها الطبع النافر للبلاد، المتطرفة المزاج، العابثة (تحب حين تحب من تشاءْ/ وتكره حين تكره من تشاءْ)، ترفعك/ ترميك.

هذا الطبع النافر/ الطارد تفترضه الواقعة، في امتداد المساحة الجغرافية للبلاد وغلبة الرمال وانحصار المطر في خطٍ ساحلي رقيق، بعد الحدث الكبير الذي حول اتجاه الماء إلى الجنوب، تاركاً البلاد للريح تعبث فيها كما تشاء.. القبلي1 يسفح وجه الصخور، ينحتها، يشكلها، يعيدها سيرتها الأولى، ليدفعها إلى الشمال، تزحف في شوارع المدينة وتسكن الزوايا البعيدة، حتى حين. يقول الكاتب “رضوان أبوشويشة” في مسرحيته (حمودة الزاهي): (حلقات من العطش، والعناء. والجفاف، والجدب، والجوع، والقحط، والحر، والريح القبلية الحارة المؤلمة كأنفاس من فرن.. تهب في لون مغم فتبتهج الأفاعي وتضطرب العصافير).

  “بَدويّةٌ تحـبُّها وتـزْدرِيـك [محاولة لقراءة اللـيـبـي]” متابعة القراءة

بَدويّةٌ تحـبُّها وتـزْدرِيـك [محاولة لقراءة اللـيـبـي]

شِـجْ وأخـواتِها -جـديد اللهجة الليـبية-

 

[1]

من المتفق عليه أن اللغة في نشاتها الأولى، إنما كانت مجموعة الأصوات العشوائية للتعبير عن الحاجة، فيما بعد اتفقت المجتمعات على تعريف الحاجة أو الدلالة إلى صوتٍ معين، كذا نشات اللغة واختلفت، وصار لكلٍ منها تاريخها الخاص. وفي تطور المجتمعات لم تعد اللغة مجرد حاجة التواصل، إنما التعبير عن الأفكار، والتي عملت بجد على اللغة لتطوير وتنويع أساليب خطابها. ومن بعد تتحول اللغة إلى كائن حي يحيا في حياة المجتمع، ويموت بموته، وهي الصورة التي تتطور بها وتستمر. وتستطيع اللغة أن تقدم صورة حقيقية للمجتمع أو تكشفه، فغيرة المجتمع على لغته يعطينا صورة أكثر من مجرد الاعتزار، إنها الهوية وصورة التعبـير، ودخول كلمات أجنبية لها أمر ليس بالسهل.

“شِـجْ وأخـواتِها -جـديد اللهجة الليـبية-“ متابعة القراءة

شِـجْ وأخـواتِها -جـديد اللهجة الليـبية-

دفـتر الغـريب (المكابدات)

مقدمة:

تمثل تجربة الشاعر “جيلاني طربيشان” مفصلاً هاماً في تجربة الشعري الليبي، كونها تجربة نشأت مخلصة للشعر (كنص)، ولدي اعتقاد حد الإيمان، أن الشاعر “جيلاني طريبشان” عاش ليكتب قصيدة واحدة، وأن النصوص التي كتب، أنما صورٌ متعددة لهذا النص. أو لنقل إنها روافد لنهر واحد هي تجربة الشاعر/النص.

فالشاعر أنما يمارس النص كحياة أو الحياة كنص. والباحث في نصوص الشاعر يكتشف الذات الصارخة في نصوص الشاعر، والتي تستنطق الأشياء فيما حولها والتسرب فيها. وعلى العكس مما قد يُظن، فنصوص الشاعر غنية، وغناها في تنوع مصادرها. وهو تنوع يعكس قدرة الشاعر على الاستفادة من كل ما يتماس معه، وتحويل العادي (المعتاد، اليومي) إلى حالة شعرية، ومنح اللحظي فرصة الاستمرار في النص. لذا فهو يقتنص اللحظات، ويسجل في ذاكرته الدقائق والشوارد ويعيد إنتاجها في النص في لغة سهلة، تتسرب بسهولة للقارئ، من خلال مفردات النص التي لا تعتمد الغريب، إنما القريب جداً، إنه مفردات اليومي والعادي.

  “دفـتر الغـريب (المكابدات)” متابعة القراءة

دفـتر الغـريب (المكابدات)