أتسللُ، أراوغُ الحلمَ عن مشهد..

“حتى وأنتِ قريبةً، يروقني أن أحلمَ بك..”

من اعمال الفنان التشكيلي مرعي التليسي

1

جملةٌ واحدةٌ لنقطعَ الوقتَ، ونعيدُ على مهلٍ ترتيبَ الطريق،

دسَّ المسراتِ في شجيرةِ الحبقِ أسفلَ النافذةْ

أو/

شدُّ وثاقَ الكلماتِ إلى دائرةِ النهار، ومحوُ آثار الحفرِ على حافةِ السَّمْت

أو/

الجهرُ بالوْصل

العدوُ حتى نهايةُ السينِ/ نَفَس

ولا أقدِر،

أسحبُ الدربَ ليمرَّ الركبَ قريباً من وشاحكِ الزهريُّ، حيثُ تنامُ وردةٌ خدّكِ

أُحركُ الغصنَ لترحلَ فراشةٌ سكنتْ،

لا شيء يمكنهُ الوقوفُ عند بابكِ دونَ النّظر

لا صورةٌ يمكنُها الحفاظُ على ألوانهاَ خارجَ عينيكْ

لا النهارُ يستمرُّ دونَ ابتسامتكِ/ ولا أنا.

“أتسللُ، أراوغُ الحلمَ عن مشهد..” متابعة القراءة

أتسللُ، أراوغُ الحلمَ عن مشهد..

الناقد مكان شاغر والثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ

حوار مع الشاعر رامز النويصري

النثر هو الصورة الأكثر قدرة على التطور والمواكبة

وحدها الذائقة من تفرض على الإبداع صوره الجديدة

اليومي يخرج النص من دائرة النمطية

 

أجرى الحوار: علي الربيعي

 

 

كيف تقرأ هضم الثقافة الليبية لأفكار ونتاج الآخر دون أدنى معارضة لها كما حدث مع قصيدة النثر ومن قبلها التفعيلة عند ظهورها في عشرية الستينيات من القرن المنصرم ؟

– بداية، قد أكون كتبت في هذا الموضوع كثيراً وعلقت عليه في أكثر من اشتغال. لكن تظل هذه الحقيقة، مفسرة للكثير من إشكالات الثقافة الليبية والإبداع الليبي. فالثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ، والتلميذ عادة ما يُبهر بأستاذة ويقلده ويأخذ منه، وحتى في تفوق التلميذ يظل للأستاذ مكانة لا يمكن المساس بها أو مغالطتها، والتلميذ لا يكف ينهل من أستاذه ويخلص له. وهكذا نشأت الثقافة الليبية، تربت على الشرق، خاصة وإن ليبيا تعرضت لظرف تاريخي أثر فيها وحال دون استمرارها، فتوالي الحضارات في أشكالها الاستعمارية وصولاً إلى الاستعمار الإيطالي فرض حالة من الفراغ الثقافي، فنظر هذا المجتمع من حوله فلم يجد من ملجأ إلا النظر خارج دائرته.

“الناقد مكان شاغر والثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ” متابعة القراءة

الناقد مكان شاغر والثقافة الليبية هي ثقافة التلميذ

رامز النويصري: نشأنا بانفصال تام عن تجربتنا المحلية

أنا أكتب الشعر ولا أحاول أن أمارس أي سلطة على النص

نصوصنا تميزت بذاتيتها وإخلاصها لتجاربها الشخصية

 

أجراى الحوار: محمد القدافي مسعود

* ألا توافقني بأن رامز مشتت بين الشعر والنقد والأعمال الأخرى، ولم يحقق حتى الآن في أحد هذه الجوانب ما يرغب في تحقيقه؟.

– يظل للإنسان ما سعى.. وكلما ظن أن الهدف قريب، اكتشف أن الكثير من العمل واجب التحقيق للقبض على الهدف (وما نيل المطالب بالتمني/ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).. وأحياناً على الإنسان العمل في اتجاهين، في اتجاهين متوازيين لأن التضاد يعني الاختلاف، وأنا أعتقد أن الشعر والنقد، متوازيان.

بدر شاكر السياب، أبوالقاسم الشابي، أدونيس، نازك الملائكة، هؤلاء الشعراء (كمثال) قالوا في الشعر الكثير، والبعض وصل مرتبة المنظر (أقصد أدونيس) والبعض قعد للتجديد (أقصد نازك الملائكة).. ومع هذا لم يسلبهم أحد الشعر، فالشعر شيء آخر.. شيء غير الجلوس بقصد كتابة مقال، أو قراءة، شيء يبدأ من الداخل، الداخل العميق، لا تحدد أنت وقته، ولا تفعل أياً من أجزائه.. أنت كشاعر عليك ممارسة فعل الترجمة، مستفيداً من أدواتك لأمانة هذه التجربة.

“رامز النويصري: نشأنا بانفصال تام عن تجربتنا المحلية” متابعة القراءة

رامز النويصري: نشأنا بانفصال تام عن تجربتنا المحلية

الشاعر رامز النويصري: ” حال الشعر يجعله يدخل القرن القادم خجلا ”

حاوره: محمد القذافي مسعود

 

 

– انطلاقتك التي كانت من برنامج ” ما يكتبه المستمعون ” كانت نفس انطلاقة العديد من الشعراء الشباب فكيف أخذت طريقك بعد البرنامج؟

– إنك تعيدني بهذا السؤال لأيام كنت  فيها قد اشتريت  مذياعا من الحجم الصغير يمكنني اصطحابه معي، حفاظا من أن لا تغيب أي من حلقات هذا البرنامج.. برنامج  ” ما يكتبه  المستمعون  ”  خاصة وإن طريقة إعداده التي بفضل العلي القدير تعرفت إلى أكثرهم واقتربت منهم أكثر وأكثر.. أذكر منهم: مصباح البوسيفي  خالد شلابي، أم الخير الباروني، سميرة المبروك، حليمة العائب، موسى الشيخي، علي حامد العريبي، الصادق الساعدي، أحمد بشير العيلة، محمد الجعفري.. وآخرون آسف أن كنت نسيتهم. وأعود للسؤال عبر البرنامج كان المعد الأستاذ سالم العبار له ألف تحية.. يتناول النصوص الواردة للبرنامج بالنقد والنصيحة والبيان ومن هذا انطلقت أسجل الملاحظات معتبرا بها في الإنتاج القادم ولازلت أذكر تركيز الأستاذ سالم العبار على ضرورة الاطلاع ومداومة القراءة، ولأني أحب جدا القراءة فأفادني ذلك كثيرا من إضافة الجديد للمخزون وتكوين رؤى جديدة.

“الشاعر رامز النويصري: ” حال الشعر يجعله يدخل القرن القادم خجلا ”” متابعة القراءة

الشاعر رامز النويصري: ” حال الشعر يجعله يدخل القرن القادم خجلا ”

الإدهـاش ومزاج العـصر.. في حـبّات المزغـني

قصيدةُ النثر نص مربك ومرواغ، لا يألف السكون. فلا يمكن تسمية شكلٍ بنائي بذاته، أو قالبٍ يحدد النص. كما لا يمكن حصرها في نمطٍ أو طور. الشعر في قصيدة النثر متحرك ومتغير، لا يعتمد المسارات الثابتة، ولا يمنكه الحفاظ على صورته لفترة طويلة، لذا فإن النص –كتجربة- أكثر اعتماداً على الشاعر وإمكاناته، ورهناً للحظاته. وإن اتفق المنظرون على السمات العامة لقصيدة النثر، فإنها لم تتقيد بأيٍ من القواعد أو الخطوط المحددة لها، فظلت نصاً مشاكساً.

قصيدة الومضة، أو البرقة، أحد الأشكال البنائية التي اعتمدت عليها قصيدة النثر، وبغض النظر عن المصطلح التصنيفي من صلاحيته، فهو يقدم وصفاً لقصيدة النثر القصيرة، والقصيرة جداً كوحدة بنائية1، والتي يمكن أن تكون مكتـفية بذاتها بعنوان منفصل، أو في مجموعة مقاطع موزعة على أرقامٍ أو عناوين. الملمح العام هو اكتفاء هذا البناء بذاته، وتفصيلاً تكثيف النص، وتحديد معالمه في صورة مكتملة. وفي قراءة سابقة2 كنت قد تناولت الومضة الشعرية، وحددت بعض الشروط العامة لها3، في محاولة للوقوف على خصائص هذا الشكل، لكني في كل مرة كنت أدخل فيها تجربة شعرية، أخرج أكثر يقيناً بصعوبة قولبة هذا النمط الشعري، وأقصد قصيدة الومضة، أو النثيرة4.

  “الإدهـاش ومزاج العـصر.. في حـبّات المزغـني” متابعة القراءة

الإدهـاش ومزاج العـصر.. في حـبّات المزغـني