أنا على قناعة تامة، بأن للمثقف دور مهم في المجتمع، وأن درجة الوعي المجتمعي، تحدده مجموعة من الأدوات والمعايير، من أهمها ما يقدمه المثقف للمجتمع، وهذا يفرض لتكون العلاقة صحيحة، أن يكون طرفي المعادلة متساويان، وهذا لا يعني الكم، أو الحج، بقدر ما يعني تكافئ الطرفين تفاعلا وعطاء.
بالتالي؛ فإن العلاقة، معادلة عطاء متبادل، أحد طرفيها المجتمع الذي يستجيب لفكر المثقف ويتفاعل مع إبداعه وإنتاجه الثقافي، ويمثل المثقف الطرف الثاني الذي يقوم على القراءة والرصد والإنتاج.
وككل معادلة، هناك حد ثابت، وأسميه هنا، النظام، والذي يحدد مسار ومستوى العلاقة بين طرفي المعادلة؛ المثقف والمجتمع.
والنظام هنا، تمثله مجموعة النظم والقوانين التي تعتمدها الدولة، على جميع المستويات. فالرقابة على المطبوعات، أو تقييد العمل الإعلامي وتوجيهه، هي أحد النظم والقوانين، كطرف ثابت في المعادلة، تؤثر بشكل كبير ومباشر على صحة العلاقة، وتكافؤ طرفيها.