كان مر على وجدوه بيننا حوالي العام، ودود ومبتسم بشكل دائم، في حال دخولك إليه وهو يجلس معنا، سوف لن تحرز جنسيته، ما لم يتحدث، لذا قمنا بتعليمه عبارات الترحيب، حتى أتقنها، فكان يصعب على من يلتقيه أن يكشف عجمته.
وفي حديث ودي، تطرقت إلى جمال أمريكا الجنوبية، وخصب البيئة جمالياً وثقافياً، والدليل ما قدمه أدب أمريكا الجنوبية، وهنا انتبه زميلي “مايورجا” سائلاً:
– ماذا تقصد؟
فذكرت له مجموعة من الروايات لكتاب أمريكا الجنوبية، فتوقنا عند بعضهم، خاصة “بويلو كوهيلو”، وكان في كل مرة يعلق على طريقة نطقي للأسماء، ويعيد نطقها أمامي بالنطق الصحيح، حتى وصلت إلى “بابلو نيرودا”، ليقفز:
– هل تعرف “بابلو نيرود”؟
بلهجته الإسبانية، مستغرباً.
فقلت له نعم، واجتهدت في ترجمة مقطع من محفوظاتي له باللغة الإنجليزية، فكنت فاشلاً بامتياز، فسحبني إلى داخل المكتب، وأدار جهاز الحاسوب خاصته، وعمد إلى أحد الملفات، وشرع يقرأ لي من أشعار “نيرودا” باللغة الإسبانية.
كنتُ أتذكّرك وروحي تضيق
بهذا الحزن الذي تعرفين.
أين كنتِ آنئذٍ؟
بين أيّ أناس؟
أيّة كلمات كنتِ تقولين؟
لماذا يداهمُني كل هذا الحب
عندما أشعر بالحزن، وأَشعرُ بكِ بعيدة؟”