بورتريه.. ملك البهجة

زرقة

في أول مرة ألتقيه، كان صدامياً معي، ويبدو أني لم أقنعه كثيراً.

في اللقاء الثاني سحبني إلى ركن، ولم ينصحني كبقية الأدباء، إنما حاول أفهامي معنى الحياة، وكيف يمكنني أن أكتب نصاً مغايراً، وكيف لا أحفل بالجلاميد.

في المرات التي كنا نلتقي فيها، اكتشفت حجم متابعته، وأنه لا شاردة ولا واردة يمكنها أن تمر دون أن تخضع للتقييم، وحتى في المرة الوحيدة التي حاسبني فيها بشدة لكتابتي قراءة نقدية، له فيها وجهة نظر، كان كالأب أو كالمعلم الذي يريد لتلميذه التفوق.

ابتسامته، مدهشة.

عيناه عميقتان.

صوته محفز.

نصه مخاتل.

حركته تتكئ على التاريخ.

“بورتريه.. ملك البهجة” متابعة القراءة

بورتريه.. ملك البهجة

صِـفْر

طريق

 

 

في كلّ مرةٍ أقيسُ المسافة،

أجدُها صفراً

ليست كلُّ الأماكن واحدة

مأنهُ لا مكان،

واحدٌ نحن،

أم نحنُ واحد.

*

لذا كلما احتجتُ،

يكفيني ضمُّ ذراعيَّ لأتذوقَ الفراولة التي أحب

وأرحلُ في انتشارِ عطركِ حتى نهايةِ الليل.

*

لا إثبات،

كلانا يمارسُ اللعبةَ ذاتها،

والأغاني ذاتها

الكلماتُ ذاتها

نركبُ الصور بلا حواف

كلانا عند الخط ذاته.

 

عمان: 15 مارس 2016.

________________________________

تفاعل النص في

منتديات من المحيط للخليج | ملتقى الأدباء والمبدعين العرب

صِـفْر

انشقاق

قناع

 

في الحالين وجع،

وفي الحالين حاجة

يسرقني الحلم،

ويأخذني في الصباحِ بعيداً أكثر

يهبني بهجة النورِ، ويسحبني

المدى مفتوحٌ، والسماءُ في لونها

تشدُّ الدعاءَ خطاً أبيضاً دقيق.

 

في الحالين اختراق،

وفي الحالين هرب

يرميني الطريقُ عندها

بابها مشرعٌ والنوافذ

الريحُ تملكُ المكان

ولا يمكنني،

لا أجدني.

 

في الحالين مقسُوم،

وفي الحالين ضائع.

 

عمّان: 7 مارس 2016.

_______________________________

تفاعل النص على

منتديات من المحيط للخليج |  ملتقى الأدباء والمبدعين العرب

 

انشقاق

الـكلمة الـشرارة.. لحظات مهمة في الثقافة الليبية

غلاف_الكلمة الشرارة

 

عندما وجدته ضمن مجموعة كتب على الرصيف، لم أتردد في شرائه، خاصة وإن لهذا الكتاب حكاية، ملخصها؛ استشهاد أحد القامات الأدبية به، كونه في زمنه كان من أهم الكتب النقدية، وفي ذات اليوم الذي اقتنيته، جلست إليه وانتهيت منه، لأكتشف الكثير بداخله. وفي الأسطر التالية أتوقف عند بعض هذه المحطات.

أبطال الهاشمي

يفتتح الأستاذ “فوزي البشتي” كتابه (الكلمة – الشرارة: مقالات في الأدب) بقراءة في نتاج القاص “بشير الهاشمي”، متوقفاً عن ملمحٍ مهم؛ وهم أبطال قصصه. ليقول: (إن أبطال بشير الهاشمي في اعتقادي، ثوريون، بمعنى ‘نهم يعيشون حياتهم يترقبون لحظة الانفجار والتغيير، بالرغم ما قد يبدو للقارئ من سلبيتهم، وقناعتهم الدائمة ببؤسهم)1.

ويضيف: (لقد استطاع بشير الهاشمي أن يخلق أبطالاً حقيقيين، يلمس من خلالهم عمق الهوة بين ما تفرضه الحياة، والواقع من قسوة ومتاعب وما يوازي ذلك من الصمود والمقاومة والابتسام الدائم في وجه الأزمات)2.

في هذه القراءة، يقدم الناقد “البشتي” إحاطة عميقة وواعية بتجربة القاص “بشير الهاشمي” في الوقوف مع أبطاله، وعند أهم لحظاتهم، وما يستطيعون عمله وتحقيقه، بالدخول إلى عوالمهم، وكواليس حياتهم التي لا تظهر مباشرة في القصة. ولأننا هنا نعمر هذا الكتاب، فإن المجال لن يسمح لنا بالتوقف كثيراً في هذه المحطة الأولى رغم غناها.

“الـكلمة الـشرارة.. لحظات مهمة في الثقافة الليبية” متابعة القراءة

الـكلمة الـشرارة.. لحظات مهمة في الثقافة الليبية

الرسم بالكلمات في الشعر الليبي المعاصر… بين التصريح والتلميح

الأستاذ “سالم أبوظهير” في هذه الدراسة يتناول مسألة استخدام الرسم واللون في الشعر الليبي الحديث، من خلال مجموعة من النماذج الشعرية لمجموعة من الشعراء، والوقوف على الأبعاد الفنية لها. وكنت ضمن الشعراء الذين شملتهم هذه الدراسة.

نشرت الدراسة بصحيفة القدر العربي

الرسم بالكلمات

الشعر فن مدلوله زماني ويعتمد على السماع، فيما يعد الرسم فنا مكانيا اعتماده كليا على البصر، إلا أن العلاقة بينهما علاقة أزلية قديمة، ففي عبارة تنسب للشاعر الغنائي الإغريقي سيمونيدس قوله «الشعر صورة ناطقة أو رسم ناطق، والرسم أو التصوير شعر صامت». وعلى مدى سنوات طويلة كانت ثمة علاقة تأثير وتأثر متبادلة بين الشاعر والرسام، فتكون لوحة الرسام بألوانها الزاهية مصدر إلهام للشاعر، وتتحول القصيدة الجميلة الحافلة بكلمات وإيقاعات وأوزان، إلى لوحة تشكيلية مرسومة بريشة الفنان التشكيلي. وهذا يفسر ما قاله عزرا باوند وهو شاعر أمريكي معروف من «أن العمل الذي يضم مجموعة مختارة من الصور والرسـوم هـو نـواة لمـئـة قـصـيـدة».

وفي الشعر العربي تبرز العلاقة واضحة قوية بين القصيدة المكتوبة واللوحة المرسومة أكثر من باقي الفنون الأخرى، فقد ذكر سعيد الورقي «أن علماء الجمال عندما تحدثوا عن العلاقة بين الفنون اختاروا الشعر تمثيلاً لفن الأدب، ولم يتحدثوا كثيراً عن علاقة القصة بالفنون الأخرى، وذلك لحداثة فن القصة- بطبيعة الحال، فالقصة أحدث فنون الأدب في حين أن الشعر أقدمها فقد كان مصاحبا لنشأة الفنون».

“الرسم بالكلمات في الشعر الليبي المعاصر… بين التصريح والتلميح” متابعة القراءة

الرسم بالكلمات في الشعر الليبي المعاصر… بين التصريح والتلميح